Sunday, 14 June 2015

وتساقطت أوراق الزيتون

-         عنوان هذه القصة ليس من ابتكاري والقصة هي بالحقيقة ليست قصة بل موقف حصل مع يوسف عندما كان يسير في طرقات القرية التي هرب إليها مع أمه الأرملة وأخواته هديل ورهف وعائشة  هربوا بعد مقتل والده وإلتحاق أخويه زكريا وإسماعيل بالكفاح المسلح .
سمع رجل ينادي تساقطت أوراق الزيتون .......... ويكررها ذلك الرجل .
توقف تفكير يوسف عند أمرين الأول هو أن الزيتون من الأشجار المثمرة الذي لاتتساقط أوراقه ( أو بالأحرى هذا ماتعلمناه في المدرسة).
والنقطة الثانية التي توقف عندها تفكير إبن الخامسة عشر ربيعا هي أن الصوت ليس غريبا عليه ،  وبالفعل عنما تبع الصوت ووصل لمصدره وجد كهلا عجوزا من قريتة ويقال له الناجي وكان من أجود الناس صوتا في العتابات والميجنا.
ففرح يوسف لرؤيته لرجل من قريته ، لكنه ظل متعجبا من العبارة التي يرددها واتجه نحوه ليسأله عن أخوته وجيرانه وأهل القرية ،أي من تبقى منهم في القرية .
-         مرحبا ياعم
-         أهلا بني
-         أنا يوسف إبن أحمد الصافي ( وهنا بكى الرجل وصاح تساقطت أوراق الزيتون وغطى عينيه بألم )
-         رحم الله أباك و..................
-         ماأخبار الشباب ياعم؟؟؟؟؟
-         تساقطت أوراق الزيتون ( ومشى الناجي نحو المجهول...........)
مشى يوسف نحو البيت الذي يسكن به مع عائلته ومعه بعض الخضار والحاجيات من أجل الغداء.
سمع صوتا عند مدخل الحارة ، تابع ليعلو صوت البكاء والأنين، وصل أمام البيت ليرى أمه ومن حولها أخواته يبكين بألم ومعهن نساء من القرية يترحمن ويبكين أيضا.
مشى بإتجاه يوسف شاب قد لمحه مع زكريا سابقا وضمه لصدره ويوسف لايتحرك ،واقف مثل صنم، وقال له الشاب الملتحي :
-         تقبل الله شهدائكم ياأخي وجعلهم شفعاء لكم يوم القيامة .
بصراحة لم يفهم يوسف  ولم يع ماقيل له ، فقال للشاب الذي يخاطبه :
-         أين زكريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين إسماعيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-         في جنان الخلد بإذن الله عند النبي والشهداء وبأحضان أبيهم الشهيد.
التفت يوسف وهو يكاد يختنق والغصة في حلقه تكاد تقتله ومشى نحو المجهول وهو يتمتم:  وتساقطت أوراق الزيتون...... وتساقطت أوراق الزيتون ...

وتساقطت أوراق الزيتون........